الجولان إلى دمشق- إسرائيل تتمدد في فراغ سوريا
المؤلف: عبده خال10.29.2025

في أعقاب صعود إسرائيل إلى قمة الجولان، انطلاقًا من السهول الصاعدة نحو القمة الشامخة، صرح نتنياهو بثقة راسخة أن هضبة الجولان السورية ستبقى جزءًا لا يتجزأ من إسرائيل إلى الأبد.
انطلاقًا من قاعدة استشراف المستقبل، حيث تُرى الأمور البعيدة قبل تفاصيلها القريبة، يراودني قلق عميق بشأن التوسع المحتمل للنفوذ الإسرائيلي داخل الأراضي السورية الممزقة.
ففي الأمس القريب، كانت إسرائيل تجوب سماء سوريا بقصف صاروخي طائش، مستهدفة مدنًا عديدة، حتى أنها لم تتورع عن قصف العاصمة دمشق دون أي رادع، سواء كان لفظيًا أو عسكريًا. هذا الفراغ الهائل الذي تفشى في سوريا مكن إسرائيل من البدء في ملئه بما تراه مناسبًا لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. سوريا الآن تعاني من غياب جيش موحد وقوي، وحكومة مركزية مستقرة. حتى لو فازت جبهة (تحرير الشام) بالسلطة، فمن المستبعد أن تحصل على الاعتراف الدولي من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية. من هنا، يمكننا أن نلمس بداية سيناريو "الوضع الراهن سيبقى على ما هو عليه"، فإذا استمرت إسرائيل في اقتطاع الأراضي أو احتلالها، فإن هذا الاحتلال سيمتد إلى أجل غير مسمى.
بالإضافة إلى ذلك، يمكننا أن نلاحظ الوضع الغريب الذي بدأ بانهيار المدن السورية واحدة تلو الأخرى، والهروب المفاجئ أو الرحيل الغامض للأسد. الرئيس الروسي يصر على أن رحيل الأسد كان قرارًا شخصيًا بحتًا، دون أي ضغوط خارجية. لا مانع من الاستناد إلى تفسير يعتمد على نظرية "المؤامرة" لفهم ما حدث ويحدث، فمن غير المرجح أن تتمكن جماعة (تحرير الشام) من الحكم، وسيتم تجريدها من قوتها، إذ لا يمكن السماح بوجود قوة متطرفة تهدد أمن إسرائيل. هذا التجريد من القوة سيتم عبر حرمان هذه الجماعة من الأسلحة الثقيلة، مثل المدفعية والصواريخ، مع السماح لها بالاحتفاظ بالرشاشات الخفيفة للاقتتال الداخلي فيما بينها وبين الفصائل المتناحرة الأخرى المتواجدة في المنطقة.
إن تقديم (جبهة تحرير الشام) إلى الواجهة يمثل "خطة مُعدة بعناية فائقة"، حيث تلعب دور "البعبع" أو الوحش المخيف، بينما في حقيقتها ما هي إلا أداة للإرعاب الشكلي. ما حدث ويحدث سيُسجل في مدونات التاريخ بعد مئة عام، حين سيأتي الباحثون المستقبليون لشرح كيف تمكنت إسرائيل من احتلال دولة سوريا بتلك السهولة المفرطة.
في الواقع، ما حدث قد تم بسهولة تفوق الوصف، ولأن السيناريو يتطلب إثارة التشويق والجذب من خلال هذه البساطة الظاهرية، فقد أخفى أحداثًا جسيمة وعواقب وخيمة.
ولأن اليمين الإسرائيلي يؤمن إيمانًا راسخًا بحكاية "من النهر إلى النهر"، فهم الآن يحتفلون بتوسع حلمهم الذي على الأرجح لن يتحقق بالكامل.
انطلاقًا من قاعدة استشراف المستقبل، حيث تُرى الأمور البعيدة قبل تفاصيلها القريبة، يراودني قلق عميق بشأن التوسع المحتمل للنفوذ الإسرائيلي داخل الأراضي السورية الممزقة.
ففي الأمس القريب، كانت إسرائيل تجوب سماء سوريا بقصف صاروخي طائش، مستهدفة مدنًا عديدة، حتى أنها لم تتورع عن قصف العاصمة دمشق دون أي رادع، سواء كان لفظيًا أو عسكريًا. هذا الفراغ الهائل الذي تفشى في سوريا مكن إسرائيل من البدء في ملئه بما تراه مناسبًا لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. سوريا الآن تعاني من غياب جيش موحد وقوي، وحكومة مركزية مستقرة. حتى لو فازت جبهة (تحرير الشام) بالسلطة، فمن المستبعد أن تحصل على الاعتراف الدولي من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية. من هنا، يمكننا أن نلمس بداية سيناريو "الوضع الراهن سيبقى على ما هو عليه"، فإذا استمرت إسرائيل في اقتطاع الأراضي أو احتلالها، فإن هذا الاحتلال سيمتد إلى أجل غير مسمى.
بالإضافة إلى ذلك، يمكننا أن نلاحظ الوضع الغريب الذي بدأ بانهيار المدن السورية واحدة تلو الأخرى، والهروب المفاجئ أو الرحيل الغامض للأسد. الرئيس الروسي يصر على أن رحيل الأسد كان قرارًا شخصيًا بحتًا، دون أي ضغوط خارجية. لا مانع من الاستناد إلى تفسير يعتمد على نظرية "المؤامرة" لفهم ما حدث ويحدث، فمن غير المرجح أن تتمكن جماعة (تحرير الشام) من الحكم، وسيتم تجريدها من قوتها، إذ لا يمكن السماح بوجود قوة متطرفة تهدد أمن إسرائيل. هذا التجريد من القوة سيتم عبر حرمان هذه الجماعة من الأسلحة الثقيلة، مثل المدفعية والصواريخ، مع السماح لها بالاحتفاظ بالرشاشات الخفيفة للاقتتال الداخلي فيما بينها وبين الفصائل المتناحرة الأخرى المتواجدة في المنطقة.
إن تقديم (جبهة تحرير الشام) إلى الواجهة يمثل "خطة مُعدة بعناية فائقة"، حيث تلعب دور "البعبع" أو الوحش المخيف، بينما في حقيقتها ما هي إلا أداة للإرعاب الشكلي. ما حدث ويحدث سيُسجل في مدونات التاريخ بعد مئة عام، حين سيأتي الباحثون المستقبليون لشرح كيف تمكنت إسرائيل من احتلال دولة سوريا بتلك السهولة المفرطة.
في الواقع، ما حدث قد تم بسهولة تفوق الوصف، ولأن السيناريو يتطلب إثارة التشويق والجذب من خلال هذه البساطة الظاهرية، فقد أخفى أحداثًا جسيمة وعواقب وخيمة.
ولأن اليمين الإسرائيلي يؤمن إيمانًا راسخًا بحكاية "من النهر إلى النهر"، فهم الآن يحتفلون بتوسع حلمهم الذي على الأرجح لن يتحقق بالكامل.
